الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد .
أولى القبلتين ( المسجد الأقصى المبارك ) تُستباح اليوم أمام أنظار أبناء الأمة الإسلامية ، القبلة الأولى تُدنّسُ اليوم من شذاذ الآفاق ونفايات المجتمعات البشرية ، القبلة الأولى تُنتَهكُ حرمتها اليوم ، وكل ذلك على مَرآى ومسمع ( الملوك والحكام والسلاطين والرؤساء وأصحاب القرار ) ممن ينتسبون لهذه الأمة الكريمة أمّة الإسلام الحنيف ، فلا شجب ولا إستنكار ولا رفع صوت ولا احتجاج ، فهذا أمر لا يستدعي ( تعكير صفو العلاقات الدبلوماسية مع دولة ( الجوار ) ربيبة ( السيد ) المتمثل في المعبود المطاع ، والموجه ( الحكيم ) الغرب الكافر الظالم !!
أما لو كان الأمر مُتَعلقٌ بمسٍ بيهوديٍ كافر أو صليبيٍ مُجرم وباغٍ لسمعنا الأصوات العالية ، ولبُحّت الحناجر من (المشايخ ) الرسميين ... هذا العمل ليس من الإسلام في شيء ! .. هذا الفعل يتناقض مع تعاليم الإسلام السمح ! هذا التصرّف غريب عن الإسلام و ( أخلاق الأمة المحمدية ) ، أما أن تُداس المصاحف في محراب المسجد الأقصى ، ويُنزع الخمار عن رؤوس بناتنا وأمهاتنا في باحات المسجد الأقصى فأمرٌ ( طبيعي ) لا يحتاج من ( المشايخ ) تَمَعُّر وجهٍ ولا غضب ولا حميّة لدين !!!
إن مسرى نبينا محمد - عليه الصلاة والسلام، هو مِحكٌ وميزان حرارة لدرجة الإيمان ، وهو الذي يُبرزُ نتاج الفحص للإيمان ، وهو مقياس الولاء والبراء لعقيدة الإسلام دون مبالغة .
فهلا عرف كل منا درجة إيمانه ، وهلا عرف كل منا ثِقَل أمانته ، وهلا عرف كل منا أن إيمانه يحتضر ام فارق الحياة !!! .... { فإ ن تو لوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه تو كلت وهو رب العرش العظيم } .
أبو المقداد / فلسطين