يتشاءم بعض الناس بشهر صفر، وينهى عن السفر فيه، وقيل: في يوم الإربعاء الأخير من شهر صفر من كل سنة ينزل ثلاثمئة وعشرون ألفاً من البليات؛ فيكون ذلك اليوم أصعب أيام السنة كلها؛ فمن صلى في ذلك اليوم أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب، وسورة الكوثر سبع عشرة مرة، والإخلاص خمس عشرة مرة، والمعوذتين، ويدعو بعد السلام ، حفظه الله بكرمه من جميع البليات التي تنزل في ذلك اليوم ، ولم تحم حوله بليه في تلك السنة؟
هذا حديث باطل حديث مكذوب لا أصل له، ولا يجوز التشاؤم بشهر صفر، ولا بيوم الأربعاء، وهذه الصلاة بدعة تبعد الإنسان عن الله ولا تقربه منه ، ليس لها أصل في دواوين السنة، ويجب أن تتعلق القلوب بالله –عز وجل-، ولا يجوز التشاؤم بالأشهر ولا بالأيام، ولا يجوز للإنسان أن يصلي صلاةً مبتدعة . هذه صلاة ليس لها أصل في الشرع ؛ فهي تبعد الإنسان عن الله ولا تقربه منه، وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم محفوظة في ليله و نهاره، وليس فيها هذه الصلاة، وكذلك صلاة التسابيح ورد فيها أحاديث تصلي في كل يوم ركعتين في السنة مرة أو في الشهر مرة أو في العمر مرة تسبح مثلاً في القيام خمس عشرة تسبيحة، وفي الركوع خمس عشرة تسبيحة، وبعد ما تقول: سمع الله لمن حمده خمس عشرة تسبيحة، وفي السجود خمس عشرة تسبيحة، وبعد ما ترفع رأسك من السجود خمس عشرة تسبيحة، وفي السجدة الثانية خمس عشرة تسبيحة، هذا الحديث ضعيف و هذه الصلاة شاذة منكرة ، ليس لها أصل في الشرع ، وليست ثابتة، ولا يجوز للإنسان أن يصلي هذه الصلاة صلاة التسابيح، فصلاة النبي صلى الله عليه وسلم محفوظة في ليله ونهاره، وليس منها هذه الصلاة، وكذلك هذه الصلاة التي ذكرها السائل بأنه يصلى في شهر صفر هذه الصلاة كل هذه لصلاةمبتدعة، وليس لها أصلٌ في الشرع، والبدع أحب إلى الشيطان من المعاصي والكبائر؛ لأن صاحب البدعة يرى أنه على حق ؛ فلا يتوب ، بخلاف صاحب الكبيرة والعاصي الذي يعلم أنه على معصية فحريٌّ به أن يتوب، ولهذا فإن البدعة أحب إلى الشيطان من المعصية والكبيرة .
للشيخ عبدالعزيز الراجحي